اهلين
الخنزير في الثقافة الغربية:
يعتبر الخنزير من الحيوانات الأليفة في العالم الغربي ، وهو شخصية محببة للأطفال في أفلام الكرتون ولذلك يتم استخدام تماثيل الخنازير المصنوعة من الصيني أو الفخار الوردية اللون كحصالة لحفظ العملات.
ماهو مرض أنفلونزا الخنازير؟يعرف عميد الأطباء الجزائريين البروفيسور محمد بركاني بقاط مرض أنفلونزا الخنازير، بكونه فيروس يتحد مع فيروس الأنفلونزا العادي الذي يصيب الإنسان فيتحول إلى مرض معدي يصيب الإنسان، وينتقل من شخص إلى آخر، ومصدره الأول حيواني وهو الخنزير الأليف وليس البري.
ويؤكد البروفيسور بقاط بأن الأنفلونزا العادي الذي يتعرض له الخنزير لا يشكل أي خطر على صحة الإنسان، باستثناء ظهور أعراض الحمى، لكنه يصبح عكس ذلك حينما يتحد مع فيروس آخر، وتتسع دائرة انتشاره .
ويعتقد أن الفيروس بدأ في قرية في ولاية فيرا كروز شرقي مكسيكو سيت،
وتوفي حتى الآن 149 شخصًا في المكسيك
وانتقل الفيروس بعد ذلك إلى الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا واسكتلندا،
الأمر الذي دفع منظمة الصحة العالمية إلى رفع مستوى التحذير من المرض إلى الدرجة الرابعة،
بحيث لم تعد تفصله عن التحول إلى وباء سوى درجتين، على مقياس سلم من 6 درجات.
أعراض هذه الانفلونزا شبيهه بأعراض الانفلونزا الموسمية
وهي ارتفاع في درجة الحرارة وسعال وضعف العضلات والاجهاد
لكن هذه الانفلونزا يرافقها في زيادة في الاسهال والقيء من الانفلونزا العادية،
وظهرت هذه الانفلونزا نتيجة اصابة الخنازير بانفلونزا عادية
التقتطها من البشر أو الطيور عن طريق السعال أو العطس
مما جعل هذا الفيروس يختلط بين الخنازير وينتج سلالات جديدة من فيروس الانفلونزا.
فسبحان الله العظيم حيث حرم علينا أكل لحم الخنزير .
وقد حذَّرت المنظمة العالمية للصحة الأحد من تحول الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير في كل من المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية إلى وباء عالمي، مؤكدة بأن تفشي الفيروس أضحى يشكِّل حالة طوارئ بالنسبة للصحة العامة ومصدر قلق يهدد العالم بأسره.
وأفادت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان، أن أنفلونزا الخنازير تنطوي على سلالة من فيروس "H1N1"، الذي يمكن أن يتحول إلى وباء متفشٍ، نافية إمكانية التنبؤ المبكر بانتشار العدوى عبر كافة أنحاء العالم أم لا، موضحة بأن المعلومات المتوفرة حاليا حول المرض ماتزال غير كافية، فضلا عن أن طبيعة هذا الفيروس ماتزال هي الأخرى تتضح يوماً بعد يوم، ودعت الهيئة ذاتها دول العالم إلى توخي الحيطة والحذر من تفشي فيروسات مشابهة، بعد اكتشاف سلالات مرتبطة بالمرض في كل من المكسيك والولايات المتحدة. كما نبهت منظمة الصحة إلى أن أنفلونزا الخنازير الذي ينتقل من شخص إلى آخر،
وبموجب التحذير الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية، فإنه يتعين على جميع دول العالم تشديد إجراءات الرقابة، مع إلزامية الإبلاغ عن حالات انتشار المرض خصوصا في أوساط الشباب البالغين.
وفي الرياض أعلن د. عبدالله الربيعة وزير الصحة السعودي أنه لم يتم تسجيل أي حالات مشتبهة بمرض انفلونزا الخنازير في جميع القطاعات الصحية الحكومية المختلفة في السعودية.
وذكر د. الربيعة في بيان صحفي له الثلاثاء 27-4-2009 انه على اثر الاعلان عن حدوث تفشيات للمرض فى الولايات المتحدة الامريكية والمكسيك، اضافة الى حالات مشتبهة فى عدد من الدول، قامت السعودية بتعزيز الاجراءات الاحترازية للوقاية من المرض، حيث بادرت بعقد اجتماع طارئ للجنة الوطنية العلمية للامراض المعدية .
بقي أن ننفذ إلى الحكمة من تحريم هذا الحيوان علينا ،
يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر:
حرّم الإسلام تناول لحم الخنزير وتضافرت الأدلة على ذلك، ومنها قول الله سبحانه:
(قُل لاَّ أَجِدُفِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الأنعام 145 ،
وقوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ...) المائدة 3
فظاهر هاتَين الآيتَين يفيد حرمة تناول لحم الخنزير،
إلا أن العلماء قالوا بحرمة تناول جميع أجزائه كذلك وإن لم تكن من قبيل اللحم،
وعلَّلوا تخصيص اللحم بالذكر في الآيتَين دون بقية أجزاء الخنزير بأن اللحم معظم المقصود من الخنزير،
ولهذا فقد حكى الإمامان النوويّ وابن قدامة إجماع المسلمين على تحريم تناول أي جزء من الخنزير، وقال ابن حزم: أجمَعَت أقوال العلماء على حرمته، فلا يَحلّ أكلُ شيء منه، سواءٌ في ذلك لحمُه أو شحمُه أو عصبُه أو غضروفُه أو حُشْوَتُه أو مخُّه أو أطرافُه أو غيرُ ذلك منه.
وإذا كان الشارع قد بيّن العلة من حُرمة تناوُلِه بأنه (رجس) أي نجس،
والنجسُ يجب على المسلم اجتنابُه، إلا أنه لم يحرَّم
لذلك فقط وإنما حُرِّم لخُبثه واشتماله على كثير من الأضرار التي يمكن أن تصل إلى حدّ إهلاك مَن تَناوَلَه،
فقد أثبتت الأبحاث العلمية والطبية أن الخنزير من بين سائر الحيوانات يُعَدّ أكبرَ مستودَع للجراثيم الضارة بجسم الإنسان، ومن الأمراض التي تنشأ عن أكل لحمه ما يلي:
1 ـ الأمراض الطفيلية. ومنها تلك التي تنشأ عن "الدودة اللولبية"
التي هي من أخطر الديدان بالنسبة للإنسان، والتي لا يخلو منها لحم الخنزير،
وتتركز هذه في عضلات آكِلِ لحم الخنزير المحتوي على هذه الديدان
وتسبب له آلامًا شديدة تُشِلّ حركة هذه العضلات،
كما تتركز بالحجاب الحاجز وكثرتُها به تؤدي إلى وقف التنفس ثم الموت.
و"الدودة الشريطية" التي يصل طولها عشرة أقدام،
وما تسببه من اضطرابات هضمية وفقر للدم،
فضلًا عما يسببه وجود حويصلاتها في مخ آكل لحم الخنزير وكبده ورئتَيه ونخاعه الشوكيّ من أضرار شديدة.
"وديدان الإسكارس" التي تسبب الالتهاب الرئويّ وانسداد الأمعاء وغيرها.
و"ديدان الإنكلستوما والبلهارسيا والدوسنتاريا"
التي تسبب النزف وفقر الدم وغيرها من الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة.
إلى غير ذلك من الطفيليات الكثيرة التي تزيد عدَّتها على ثلاثين طُفيلًا،
والتي تُخلّف أضرارًا شديدة في مواضع مختلفة من بدن متناول لحم الخنزير.
2 ـ الأمراض البكتيرية. كالسل الرئويّ والكوليرا التيفودية والباراتيفوئيد، والحمَّى المالطية وغيرها.
3 ـ الأمراض الفيروسية. كالتهاب الدماغ، والتهاب عضلة القلب، والأنفلونزا، والتهاب الفم البقريّ ونحوها.
4 ـ الأمراض الجرثومية. مثل جرثوم "التوكسو بلازماجواندي" الذي يسبب الإصابة بالحمى والإنهاك البدنيّ، وتضخم الكبد والطحال، أو التهاب الرئتين وعضلات القلب، أو التهاب السحائيّ، بالإضافة إلى فقد السمع والبصر.
5 ـ الأمراض الناشئة عن التركيب البيولوجيّ للحم الخنزير وشحمه. وذلك كزيادة نسبة حمض البوليك بالدم؛ لأن الخنزير لا يُخرج من هذا الحمض إلا نسبة 2% والباقي يصبح جزءًا من لحم الخنزير، ولهذا فإن الذين يأكلون لحمه يَشكُون من آلام المفاصل.
يضاف إلى هذا احتواءُ لحمه على دهون مشبعة بخلاف دهون سائر الحيوانات، ولذا يجد أَكَلَةُ لحم الخنزير ترسيبَ كمية من الدهن في أجسامهم وتزيد مادة الكوليسترول في دمهم مما يجعلهم أكثر عرضة لتصلب الشرايين وأمراض القلب والذبحة الصدرية المفضية إلى الموت المفاجئ.
هذا بالإضافة إلى إصابة آكلي لحم الخنزير بعسر الهضم بسبب بقاء هذا اللحم في المعدة قرابة أربع ساعات حتى يتم هضمه، خلافًا لبقية لحوم الحيوانات الأخرى، وما يسببه تناول لحمه من الإصابة بالسمنة وامتلاء جسم متناوله بالبثرات والحبوب والأكياس الدهنية، وتسببه في ضعف الذاكرة.
وهذه الأضرار وغيرها دليل على أن الشارع الحكيم ما حرَّم تناول لحم الخنزير إلا لحكمة جليلة، هي الحفاظ على النفس، التي يُعَدُّ الحفاظ عليها أحَدَ الضروريات الخمس في الشريعة الغراء.
والله أعلم