الباب التاسع في ذكر الواعظ من القلب .
أخبرنا ابن عبد الواحد الشيباني قال أنبأنا الحسن بن علي التميمي قال أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعي قال حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال حدثنا الحسن بن سوار قال حدثنا ليث يعني ابن سعد عن معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير حدثه عن أبيه عن النواس بن سمعان عن رسول الله
قال ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول يا ايها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تعرجوا .
وداع يدعو من جوف الصراط فإذا أراد يعني العبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه .
والصراط الإسلام .
والسوران حدود الله .
والأبواب المفتحة محارم الله .
وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله .
والداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم .
أخبرنا المبارك بن علي قال أنبأنا ابن العلاف قال أنبأنا عبد الملك ابن بشران قال أنبأنا أبو العباس الكندي قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عباس الترقفي قال حدثنا الفريابي عن الثوري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال ما من عبد إلا وله عينان في وجهه يبصر بهما أمر الدنيا
وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللتين في قلبه فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب وإذا أراد الله به غير ذلك تركه على ما فيه .
ثم قرأ أم على قلوب أقفالها .
وبالإسناد قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا علي بن الأعرابي قال قال أبو العتاهية لقيت أبا نواس في المسجد الجامع فعذلته وقلت له أما آن لك أن ترعوي أما آن لك أن تزدجر .
فرفع رأسه إلى وهو يقول .
أتراني يا عتاهي ... تاركا تلك الملاهي .
أتراني مفسدا بالنسك عند القوم جاهي ... قال فلما ألححت عليه في العذل أنشأ يقول .
لن ترجع الأنفس عن غيها ... ما لم يكن منها لها زاجر .
فوددت أني قلت هذا البيت بكل شيء قلته